للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

" بنجاب " هندية، ويدعو المسلمين إلى اتباعه، فمن يتبعه يصير مسلما قاديانيا بعد أن كان مسلما فقط، ويعتقد في الأمور الآتية:

إن الله يرسل حينا بعد حين رسلا لإرشاد الناس وهدايتهم.

فقد أرسل إلى العرب زمن جاهليتهم محمدا رسولا.

ثم احتاج الله سبحانه إلى نبي آخر فأرسل ميرزا غلام أحمد، وعندما سئل عن أهمية ذلك قال: أنه لو أسلم هندوسي ينتقل من " رام "، و" كرشنا " و" جيتا " إلى القرآن والعرب، هكذا وبنفس الطريقة حينما يصير المسلم قاديانيا تتغير وجهته، ويقل حبه لمحمد، وينقل خلافته من الجزيرة العربية وتركيا إلى القاديان. فكل قادياني يقدس الهند؛ لأن القاديان في الهند، وغلام أحمد هندي، وخلفاؤه كلهم هنود، ولأجل هذا ينظر المسلمون إلى القاديانية نظرة شك وريب).

ويفسر العلامة أبو الحسن الندوي (١) هذا الاتجاه، ويراه قضية شاذة في التاريخ الإسلامي؛ لأنها بهذا المقياس تزاحم الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم، ومضت عليه هذه الأمة؛ لأنها تريد أن تحل محله في العقيدة والفكر والعاطفة، وتستولي على نصيبه من الطاعة والحب والاحترام والتقديس، والوصول إلى هذا الغرض، فإنها تقارن بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين رفقة غلام أحمد، ثم يربطون بين قاديان ومكة المكرمة في المكانة والقدسية والحج إليها، فلا غرو أن يقول المرزا بشير الدين محمود: " لقد قدس الله هذه المقامات: مكة والمدينة وقاديان " ثم يفسر قوله تعالى {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (٢) يصدق على مسجد قاديان.

وخلاصة هذا أن القايادنية هي حركة كغيرها ضالة، تميزت بالعصبية الشعوبية التي حنقت على الإسلام منذ إشراقته في هذه البلاد، فهي تريد أن تخلق لنفسها دينا كالدين، ونبيا كالنبي - صلى الله عليه وسلم، ومقدسات كالمقدسات


(١) القادياني والقاديانية. مرجع سابق، ص١١٧ - ١٢٠.
(٢) سورة آل عمران الآية ٩٧