للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمعان أخرى ورموز غريبة، يهيئون بها العامة من الناس للتشكك والتذبذب حتى إذا ما تم لهم ذلك انتقلوا بهم انتقالا عقديا مغايرا تماما لمعتقدهم الإسلامي الصحيح، ألا وهو المعتقد الباطن.

وهذه الفكرة مأخوذة بلا شك من نظرية " المثل والممثول " (١) عند (أفلاطون)، إذ إنه يرى أن ما في العالم الحسي من أشباح يقابلها في العالم العلوي مثل عليا، وكذلك رأت الباطنية أن في عالم الدين مثلا لممثولات في العالم الروحاني، وسموا ظاهر الدين مثلا، وبواطنها الروحانية ممثولا، وطبقوا هذه النظرية الأفلاطونية على العقيدة الإسلامية وشريعتها الغراء، وجعلوها معتقدهم الباطني، وندع العلامة أبا الحسن الندوي (٢) يحدثنا عن خطورة هذه النظرية على الإسلام والمسلمين، يقول: ". . . . . لذلك اختاروا للوصول إلى هدفهم أسلوبا لا يزعج المسلمين ولا يثيرهم، هو الفرق بين الظاهر والباطن عن طريق الصلة القائمة بين الكلمات والمصطلحات الدينية ومعانيها، فإذا انقطعت هذه الصلة بين الكلمات والمعاني الأصلية وفق تأويلاتهم، وأصبحت الكلمات لا تدل على معان خاصة كان يدركها المسلمون تسرب الشك ثم الاختلاف إليها، وأصبحت الأمة الإسلامية بعد ذلك فريسة لكل دعوة وفلسفة ".

وسوف ندلل على ذلك ببعض الأمثلة لما أولوه في أركان الإسلام، عن الأصل الذي سنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد جعلوا أركان الإسلام سبعة بدلا من خمسة على النحو التالي:

١ - الطهارة: يرمز لها إلى إنكار كل المذاهب ما عدا مذهب الإمام، ويكون التطهير في نظرهم من الذنوب والمعاصي بالحكمة والعلم، والماء الذي يتطهرون به هو العلم.

٢ - الصلاة: هي رمز للدعوة والاتصال بالإمام والتعلق به، ويعبرون عن الإمام بالقبلة، وعن ظهوره بطلوع الشمس، وعن موته بمغيبها.


(١) محمود عبد الرحيم صالح. حركة الشعر في دمشق تحت الحكم الفاطمي، رسالة دكتوراة. آداب عين شمس ص١١٤.
(٢) من كتاب رجال الدعوة والفكر (بتصرف).