للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمدا رسول الله، ولا صلاته ولا صومه؛ لأنه أتى بما يكذب به الله ورسوله، وطعن في رسل الله، وهكذا لو أتى بكل شيء مما شرعه الله، وعبد الله وحده وصلى وصام، ولكنه يقول: الزكاة ليست واجبة، من شاء زكى ومن شاء لم يزك كفر إجماعا، وصار من المرتدين الذين يستحقون أن تراق دماؤهم؛ لأنه قال: الزكاة غير واجبة، ولأنه خالف قول الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (١).

وخالف النصوص من السنة الدالة على أنها فرض من فروض الإسلام وركن من أركانه.

وهكذا لو ترك الصلاة، ولو قال: إنها واجبة، فإنه يكفر في أصح قولي العلماء كفرا أكبر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (٢)». أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وأهل السنن بإسناد صحيح، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (٣)».

إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة.

ومن أراد التفصيل في هذا الأمر فليراجع باب حكم المرتد، ليعرف ما ذكر فيه العلماء من النواقض الكثيرة.

وبذلك يكون المؤمن على بصيرة في هذا الدين، ويعرف أن لا إله إلا الله هي أصل الدين، وهي أساس الملة، مع شهادة أن محمدا رسول الله، وأنه لا إسلام ولا إيمان ولا دين إلا بهاتين الشهادتين، مع الإيمان بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والالتزام بذلك، مع الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومع الإيمان بفرائض الله، ومع الإيمان بمحارم الله، ومع الوقوف عند حدود الله.


(١) سورة البقرة الآية ٤٣
(٢) سنن النسائي، كتاب الصلاة، باب الحكم في تارك الصلاة.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إطلاق الكفر على تارك الصلاة.