ولو فعلت ذلك لكنت عليه أثقل من حديث مكرور أو جاهل مغرور، ولو وقع ذلك فرضا لكنتما فردين من أمة. وحتى لا تنفصم عرى المودة والإخاء بين أهل البلدة شرع الله صلاة الجمعة، فقد يعرض لهم ما يستدعي جهودهم مجتمعين أو يحتاج إلى تحذيرهم وتنبيههم أجمعين من شبهة مضلة أو حادثة مطلة تحتاج في دفعها إلى تعاون الجماعة ليتم لهم تحقيق قوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}(١)
وهكذا تكون اجتماعات المسلمين على العبادة إصلاحا للدنيا والآخرة بدءا بجماعة الحي وانتهاء بجماعة المسلمين في الحج الأكبر.
إن أداء المسجد رسالته أمنية لا بد لها من وسيلة فما الوسيلة لذلك؟
إن الوسيلة إلى تلكم الغاية هي الإمام المؤمن الذي يرى الإسلام عقيدة وعملا فيكون عنده الحماس للدعوة والحرص عليها. إن مثل هذا لا يقل نفعا عن الأستاذ في الجامعة، والقائد الحصيف في المعركة.
...
وحيث إن معرفة الداء أول الشفاء فإن مما يحول بين المسجد وأداء رسالته ما يلي:
١ - ما يقام في كثير من المساجد من البدع والشركيات كدعاء الموتى والتوسل بهم وخرافات الصوفية المنحرفة ومشائخ الطرق.
٢ - ضعف مستوى الأئمة والمؤذنين.
٣ - عزوف القادرين على تحمل المسئولية في المسجد عن الإمامة بحجة أنه يربطهم عن الكثير من حوائجهم وأشغالهم.
٤ - إقفار المساجد من حلق التعليم.
٥ - تباعد المساجد في الأحياء الأمر الذي يثبط البعض عن حضور الجماعة.
٦ - إقبال الناس على المادة وتسابقهم إليها واستكثارهم دقائق ينتظرون بها صلاة أو درسا.