للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو التمسك بالدين الحنيف.

وضاق غلادستون رئيس وزراء بريطانيا حينذاك ذرعا، فوقف خطيبا يكاد يتميز من الغيظ حقدا على الإسلام والمسلمين، فقال: (لا يستقر للاستعمار قرار ما دام هذا القرآن يتلى صباح مساء بين المسلمين، فيجب أن نمزقه لنثبت أقدامنا في البلاد الإسلامية).

ومزق الله الإمبراطورية البريطانية، وحفظ الله القرآن الكريم، وصدق الله العظيم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١)

ولكن، هل أخفق الاستعمار في تحقيق أهدافه كلها؟

الحق أنه لم يخفق كل الإخفاق، بل حقق بعض أهدافه في بذر الشكوك بجدوى القرآن عقيدة وشريعة ولغة.

لقد بذل قصارى جهده في بذر هذه الشكوك تمكينا للاستعمار في ديار المسلمين وتمهيدا لخلق دولة إسرائيل.

وبذلت الصهيونية العالمية قصارى جهدها دعما للاستعمار خدمة لمطامعها التوسعية الاستيطانية وتحقيقا لحلمها من النيل إلى الفرات.

...

في سنة ١٨٩٧ ميلادية، عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة (بازل) بسويسرا تحت رئاسة هرتزل نبي الصهيونية، كما يسميه الصهاينة ومن لف لفهم، وكان من مقررات هذا المؤتمر: إحياء التوراة عقيدة ولغة.

ورصدت الصهيونية العالمية لتحقيق هذا الهدف ملايين الجنيهات الذهبية كما ذكر هرتزل في مذكراته، لإحياء الدين اليهودي وغرسه في نفوس اليهود وعقولهم معا، ولإحياء اللغة العبرية الميتة.

في هذا الوقت بالذات وبتأثير المال الصهيوني، ظهرت أصوات ناشزة مريبة في الغرب، تشكك في القرآن لغة وعقيدة وتشريعا، ولكن هذه الأصوات قوبلت بالرفض المطلق من العرب والمسلمين.

وفي سنة ١٩١٧ الميلادية صدر وعد بلفور الذي عزز الأطماع الصهيونية وبعث آمالها، فاشتدت عزائم الصهيونية والاستعمار لتحقيق أهدافها في التشكيك بجدوى القرآن الكريم لغة وعقيدة وتشريعا.


(١) سورة الحجر الآية ٩