للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فزواج الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو زواج بأمر الله تعالى. فالأمر رباني لا يجوز القياس عليه، فهو خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز لأحد من أمته صلى الله عليه وسلم أن يزيد على أربع نساء، مدعيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج تسعا.

والذين ينتقدون نبي الإسلام ويصفون المسلمين بأنهم شهوانيون هؤلاء مخطئون كل الخطأ، والأفظع من ذلك أننا نجد من بين أبناء المسلمين من يحمل أفكار الكفر ويتندر بزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو عمر الإيمان قلبه وكان مسلما حقا لما سمح لنفسه بأن يخوض في مثل هذا الأمر. ثم إنه لو ألقى نظرة على من تزوج بهن صلى الله عليه وسلم لوجد أن لكل زواج ظروفه. إما ليؤوي أرملة، أو ليجبر قلبا تحطم بقتل ذويه، وإما ليتألف قلوب أهلهن، وإما ليكرم امرأة نفذت أمر الله فخالفت ما كان عليه المجتمع مبتغية رضوان الله تعالى عليها من الزواج بالسادة دون العبيد والموالي.

ولو كان صلى الله عليه وسلم شهوانيا لتزوج وهو في عز شبابه، حينما كانت الرغبة إلى النساء قوية، ولكنه لم يعدد إلا بعد أن كبر وضعفت فيه الرغبة إلى النساء، وقد كان في شبابه مكتفيا بخديجة بنت خويلد - رضي الله تعالى عنها - التي تكبره بخمس عشرة سنة. فقد كان عمرها أربعين سنة، بينما كان عمره صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة، وظل معها حتى ماتت رضي الله تعالى عنها.

ثم إن النساء اللاتي تزوج بهن كلهن ثيبات عدا عائشة. وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هن:

١ - سودة بنت زمعة بن قيس القرشية. تزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وبعد موت زوجته خديجة بنت خويلد في مكة قبل الهجرة إلى المدينة، وبعد