العامية تطبيقا لهذه الدعوة الماكرة، ومظاهرة لدعاتها الكائدين للإسلام والعربية، ومحاولة لإقناع الجماهير بأن اصطناع اللغة العامية في الأدب العربي والصحافة العربية. . إنما هو اعتراف بحقها - أي الجماهير - في العلم والفهم، وفي التأثر بالرأي العام والتأثير فيه.
والدعاة الآخرون إلى الشعر الحر، والشعر المرسل. . المنتقدون لقواعد القصيد العربي ونظام الوزن والقافية - ليسوا بعيدين عن ميدان التآمر على اللغة العربية وبلاغتها المؤثرة، وأدبها الممتع.
وليس أدل على خطأ هذه الدعوات والمحاولات، وخداع حملتها وافترائهم وزروهم، من الحقائق والتجارب العلمية والتربوية التالية: -
أولا: أن ما تتهم به العربية من تقصير ليس في ذاتها، وإنما التقصير الحقيقي هو في نفر من المدرسين الذين يتولون تدريسها للطلاب في المعاهد والكليات، ويؤلفون فيها كتبهم ومراجعهم (كما يقول الدكتور عمر فروخ).
ثانيا: أن أحد أسباب الصعوبة التي يجدها الأطفال في تعلم اللغة العربية: هو فرض لغة أجنبية عليه في المدرسة في سن مبكرة، وأن ازدواجية اللغة في هذه السن الباكرة هي الخطر الحقيقي الذي تتجنبه كل دول العالم، فاللغة الأجنبية يمكن تعلمها عند الحاجة إليها في ثلاث شهور، كما يقول أحد رجال التربية في لبنان " في مجلة الحوادث عام ١٩٧٣ م ".
ثالثا: أن اللغة العربية حفظت التراث العالمي، والعلمي بالذات، واستوعبتهما قرونا طويلة من الزمن؛ فكيف تعجز الآن عن القيام بنفس الدور؟.
رابعا: إن ثمة مصاعب تواجه كل لغة في العالم، وثمة طرق وأساليب للتغلب على تلك المصاعب، أهمها: بالتأكيد تطوير طرق تدريس اللغة وتعلمها.
خامسا: يقول الكاتب الإنجليزي " هكسلي ": إن كتابة العلوم والآداب باللغة العامة يضعف المواهب العلمية، ويقضي على ملكة الإنشاء الفصحى. لذلك ينبغي أن نرقي بعقول العامة إلى فهم لغة العلم والأدب العالية. . لا أن ننزل بالعلماء والأدباء إلى مستوى العامة.
ومع يقيننا الثابت بخسران هذه المحاولة اللئيمة في معركتها الفاشلة ضد اللغة العربية، لغة القرآن ولغة