للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رحم الله الإمام أحمد فقد حفظ العلم، وحفظ كرامة العلماء، فلم يجعل العلم عبثا.

رحم الله الإمام أحمد فقد قال: "إذا ذكر الموت هان علي كل شيء من أمر الدنيا، وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل، ما أعدل بالفقر شيئا".

ثم إن الإمام أحمد كان يرفض عطايا شيوخه، حتى لو كان محتاجا لها، فقد روى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: " عرض علي يزيد بن هارون خمسمائة درهم أو أكثر أو أقل، فلم أقبل منه. وأعطى يحيى بن معين، وأبا مسلم المستملي فأخذا منه " (١).

قال إسحاق بن راهويه: " كنت أنا وأحمد باليمن عند عبد الرزاق، وكنت أنا فوق الغرفة وهو أسفل، وكنت إذا جئت إلى موضع اشتريت جارية، قال: فاطلعت على أن نفقته فنيت، فعرضت عليه فقلت: إن شئت قرضا، وإن شئت صلة، فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيع وينفق " (٢).

كما رفض رحمه الله عطية شيخه عبد الرزاق بن همام الصنعاني لما كان عنده باليمن، مع أنه كان في أمس الحاجة إليها (٣).


(١) انظر: الحلية (٩/ ١٧٤، ١٧٥) وتاريخ دمشق (٧/ ٢٦٣) وتاريخ الإسلام (ص١٩) والنبلاء (١/ ١٩٣).
(٢) تاريخ دمشق (٧/ ٢٦٣) وتاريخ الإسلام (ص١٩) والنبلاء (١١/ ١٩٣).
(٣) انظر: الحلية (٩/ ١٧٤، ١٧٥) وتاريخ دمشق (٧/ ٢٦٣) وتاريخ الإسلام (ص١٩) والنبلاء (١١/ ١٩٣).