للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيخ الإسلام: " قولنا: إن الحديث الضعيف خير من الرأي، ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به: الحسن، كحديث: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث: إبراهيم الهجري، وأمثالهما ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه " (١).

وقال رحمه الله أيضا: "وأول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف: أبو عيسى الترمذي " (٢).

ولي ههنا وقفتان:

الأولى: لا يسلم بأن الترمذي رحمه الله تعالى هو أول من قسم الحديث التقسيم الثلاثي، بل عرفت هذه القسمة قبله، حيث ورد لفظ التحسين على لسان عدة من العلماء السابقين للإمام الترمذي، ومن أمثلة ذلك: ما ذكره ابن القيم نفسه عن الإمام أحمد بن حنبل أنه حسن حديث ركانة في طلاقه امرأته ثلاثا في مجلس واحد، فقال ابن القيم: "وقد صحح أحمد هذا الحديث وحسنه" (٣).

وقد ذكر الإمام علي بن المديني حديث عمر بن الخطاب مرفوعا: «إني ممسك بحجزكم عن النار (٤)». وقال: "هذا حديث حسن الإسناد" (٥).

لذلك قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نكته على مقدمة ابن الصلاح: " قد أكثر علي بن المديني من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وعلله، وكان الإمام السابق لهذا الاصطلاح. وعنه أخذ: البخاري، ويعقوب بن شيبة، وغير واحد. وعن البخاري أخذ الترمذي " (٦).


(١) منهاج السنة النبوية (٢/ ١٩١).
(٢) الفتاوى (١٨/ ٢٣) وانظر: الفتاوى (١٨/ ٢٥) وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص٨٢، ٨٣) ط لاهور.
(٣) إعلام الموقعين (٣/ ٣١).
(٤) صحيح البخاري الرقاق (٦٤٨٣)، صحيح مسلم الفضائل (٢٢٨٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٤٠).
(٥) العلل لعلي بن المديني (ص١٠٢).
(٦) النكت على ابن الصلاح لابن حجر (١/ ٤٢٦) وانظر: قوت المقتدي للسيوطي (١/ ٨).