- وكان في كل وحدة من الوحدات مقصف للخمور، وكان في كل ناد للضباط مقصف للخمور، وكانت الحفلات تقام لأتفه الأسباب، وهي حفلات داعرة خليعة يراق فيها الخمر وتقترف فيها المحرمات.
- وقد توليت في يوم من الأيام رئاسة نادي الضباط في الموصل الحدباء بالانتخاب، فتذمر من رئاستي أكثر الضباط، لأن المقصف أقفر، واشتد ساعد الضباط الذين يؤدون الصلاة.
- وكان في النادي سجل للاقتراحات، فكتب أحد الضباط اقتراحا يقول فيه: اقترح استقدام مقرئ للقرآن الكريم ليقرأ الذكر الحكيم في النادي، لأنه لم يبق فيه ما يسر الضباط.
- وجاءنا قائد همام، شعر أن كل شيء في قيادته كامل وتمام، ولم يبق غير تعلم الرقص، فأصدر أوامره الصارمة الحازمة بتدريب الضباط على الرقص.
- تلك هي لمحات عن السلوك اللاأخلاقي الذي فرضه الاستعمار على الضباط العرب المسلمين.
- فهل يستغرب أحد بعد ذلك لانتصار مليونين ونصف المليون من اليهود على مائة وعشرين مليونا من العرب وستمائة مليون من المسلمين؟
- إن الضابط المتدين غريب بين أقرانه بكل ما في الكلمة من معنى.
- وكان الضباط حين يجدون ضابطا لامعا لا يشق له غبار في عسكريته، ولكنه متمسك في خلقه ودينه، يتساءلون فيما بينهم: كيف يمكن أن يكون الضابط لامعا ومتدينا؟ كيف استطاع أن يجمع بين النقيضين؟ أذلك ممكن؟ أذلك يصير؟
- وتسأل هؤلاء: هل يحارب الدين العلم؟ هل يدعو الإسلام إلى الجهل؟ ماذا تعيبون على العقيدة الإسلامية منهجا للحياة وسبيلا للفضيلة والخير؟