النهار، لما قام عليه من البراهين الساطعة، والحجج النيرة، والأدلة القاطعة، لكل من عنده أدنى بصيرة، ورغبة في طلب الحق، وقد بين الله في كتابه الكريم، وسنة رسوله الأمين أن الخير والفلاح يكونان في التمسك بكتاب الله العظيم، وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة رضوان الله عليهم، وأتباعهم بإحسان، فيرد دعاة الحق على هؤلاء المنحرفين بما علموا من كتاب الله. وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وبما علموا بعقولهم الصحيحة وبصائرهم النافذة، وفطرهم السليمة على هدي ما علموه من كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما علموه من مخلوقات الله عز وجل، من الدلالة على قدرته وعظمته، واستحقاقه للعبادة، وصدق رسله عليهم الصلاة والسلام، وأن ما أتوا به هو الحق، وهو ما دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من بيان الحلال والحرام والهدى والضلال، وما شرع الله لعباده، وما نهى عنه، وما أخبر به من الجنة والنار، إلى غير ذلك.
وأن ما أنكره هؤلاء وغيرهم من الشيوعيين، وسائر الملاحدة، من البعث والنشور والجنة والنار، وغير ذلك من شئون اليوم الآخر، كله باطل ومخالف للأدلة القطعية.
وهم جميعا حجتهم داحضة، وباطلهم واضح، فإن الأدلة الدالة على بعث الموتى، ووقوفهم أمام رب العالمين كثيرة لا تحصى، وأن كل ما خلقه الله في هذه الدنيا شاهد على قدرته سبحانه، ووجوب الاعتراف بألوهيته وحده، فالأرض الميتة، ينزل الله عليها المطر، فيخرج منها النبات بعد موتها ويخرج منها جل وعلا ما شاء من الثمار.
فالذي أخرج هذا النبات، وأنعم علينا بهذه الثمار، هو الله سبحانه وتعالى، الذي أنزل هذا المطر، وأحيا به الأرض الميتة، التي أخرجت النبات والثمار، وهو الذي سيحيي الموتى، ويبعثهم من قبورهم، ويقف