وبعد فإن اللغة العربية التي وسعت كتاب الله (لفظا وغاية) كما قال " حافظ إبراهيم " ووسعت أيضا حضارة الإسلام خلال أربعة عشر قرنا: علما وأدبا وفكرا وتاريخا، واستطاع علماء العرب ومفكروهم ومترجموهم - قديما - أن يستولدوها كلمات ومعاني جديدة من لغات أخرى، عن طريق التعريب والاشتقاق. . .
هذه اللغة الولود الودود، الغنية السخية ليست عاجزة عن مسايرة ركب العلم الحديث، وإنما أبناؤها العاقون هم العاجزون. وهم الذين يخربون بيوتهم بأيديهم، ويطفئون نور حضارتهم بأفواههم، ويطمسون معالم شخصيتهم العربية الإسلامية الأصلية بآرائهم المنحرفة.
إلا أن المتآمرين على الإسلام، ولغته، وتراثه الحضاري المجيد الرشيد: هم الخاسرون. . .