للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما وجد من يدعو إلى استبدال الحروف العربية بالكتابة، إلى الحروف اللاتينية حيث نجح عملهم هذا في تركيا وأندونيسيا وغيرهما، باستبدال الحرف العربي الذي كانت تكتب به هذه اللغات إلى الحروف الإفرنجية.

كما حرصت كل أمة من الأمم على إنشاء معاهد لتسهل بذلك دراسة لغاتها في ديار الإسلام، ويسرت على الشباب هذه الدراسة وما تتطلبه من كتب وأجهزة وتبسيط في التعليم، سواء في بلد الشاب أو في بلد الدولة الأم لهذه اللغة، ثم تحبيبهم في هذه اللغة التي ارتبطوا بها: محادثة وكتابة وسماعا بتوفير كل الأسباب الرابطة للشاب بهذه اللغة بالإهداء أو تسهيل مهمة السفر، أو بالمغريات الأخرى، والمتابعة بعد ذلك، أو بوسائل الإعلام.

وهذا كله من أجل إضعاف صلة الشاب باللغة العربية لغة الدين والثقافة، لغة القرآن والنور اليقين، ليتجزأ العالم الإسلامي، وليضعف الرابط المتين، الذي يشده للوحدة والتماسك.

ثم يسلكون طرقا أخرى في تجسيم صعوبة قواعد العربية وفروعها وألفاظها. وعدم القدرة على استيعابها، وأن الواجب ترك ذلك لأهل الاختصاص مستشهدين على ذلك بحالات شاذة في هذا الصدد كقرينة على ما أرادوه.

ذلك أن من كلف بشيء اهتم به، ومن اهتم بشيء أنساه ما سواه، وهدفهم الاهتمام بلغاتهم لربط شباب المسلمين بثقافاتهم وأفكارهم، وإنسائهم ما له صلة بدينهم، وجذور تاريخهم وأمجادهم.

وهم في هذا التوجيه يتحصلون على هدفين رئيسين:

١ - تفريغ العقول من الأمور الهامة التي تربط بالدين الإسلامي.

٢ - سهولة جذب شباب المسلمين إلى معتقداتهم وأفكارهم.

والثاني لا يتحقق إلا بالأول، وهم في غزوهم هذا لا يطمعون في