قصدا، لأن انغماس الشباب مكسب للإغواء، وطريق للموافقة عن بعد مرماهم، ولا سبيل لإحباط هذه الأمور، وتعثر ما أرادوه بالأمة الإسلامية، إلا بوضع بدائل تمتص وقت الشباب، وتقتضي على فراغهم، وتستهلك طاقاتهم، وتفتح آفاقا لمواهبهم: عملا وتسلية وإرضاء نزعات، وفي منهج الإسلام وتنظيمه لحياة الفرد، وتوزيع الجهد بين العمل النافع، وتنمية المهارات ما يحقق الهدف الذي ينشده الحريصون على حماية شباب الإسلام من المنزلقات. إذ منهج ديننا بأن: صنعة في اليد أمان من الفقر، وخير العمل عمل داود، كان يأكل من عمل يده.
والتركيز على عمق دلالة هذا الحديث: الذي رواه أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما عمل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه (١)» أخرجه الترمذي.
وإن من سلاح الشباب في محاربة هذه الأمور، تحبيب شرع الله الذي شرع إلى نفوسهم، وتمكين العبادة من حواسهم حتى يشعروا لها بطعم خاص، كما روي عن مالك بن دينار في دعائه: اللهم أذقني حلاوة الإيمان.
فإن للإيمان حلاوة تمد النفوس بقوة، تقف دون تقلبها لما يسلط عليها من ملذات، وما يوجه إليها من مغريات أو يحبب إليها من شهوات، والإيمان القوي هو الذي يدفع نفوس الشباب للعمل والفهم العميق، ووضع السبل القديرة في مجابهة ما يسلط عليهم، بإدراك أبعاده والابتعاد عنها.