للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنيعة. وما ذلك إلا لأنهم يهدفون من مغرياتهم تلك لأمور كثيرة منها:

المكسب المادي: إذ الغاية عندهم تبرر الوسيلة، وأمثال هذه الأمور ذات مردود كبير، ولذا تجد أن المخططين لها، والعاملين فيها من اليهود، سواء كانوا أفرادا أو جماعات منظمة، واليهود قد عرفوا بأنهم عباد للمال، ولا يهمهم الطريق الموصل إليه، لأن الغاية في نظرهم تبرر الوسيلة.

إفساد شباب المسلمين وإبعادهم عن دينهم بالانشغال بأمور ينهى الله عنها، حتى يرفع عنهم عونه وتأييده، فيسهل على العدو السيطرة على أمتهم من مداخل الضعف التي فتحتها المغريات والملذات، كما جاء في الحديث القدسي: «من عصاني وهو يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني (١)».

الهدف العقدي بإفساد الأمم. وهذا منهج صهيوني يهودي تحركه أفكار، وتعمل فيه منظمات تبذل الكثير من ربحها في تحقيق المطلب، ذلك أن من وقع في الرذيلة لا ترتاح نفسه حتى يوقع الآخرين معه.

التسلط والسيطرة، ولا يتحقق هذا إلا مع الهدفين الأولين، فالعقيدة غاية، والمادة وسيلة، أما التسلط والسيطرة فنتيجة لذلك.

من هنا نلمس أنهم أوجدوا لذلك في تياراتهم الموجهة مسارب عديدة، ومطايا مسرجة، كلها مهيأة للوصول للغاية المرسومة، بأساليب ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها يحمل السم الزعاف، توجه للمجتمعات الإسلامية في كل مكان تحت غايات مختلفة مثل:

الترويح عن النفس، شغل الفراغ، التكريم، إحياء التراث، الفنون الشعبية، مسايرة الأمم الأخرى. وغير ذلك من التفنن في الأساليب المؤدية للغاية، والشباب هم أول من توجه هذه الأمور إليه، ويخاطب بها عقله


(١) يروى هذا الحديث ضمن أحاديث أهل الكتاب كما جاء: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.