المسلمين، ومحاولة جذبهم إلى الزعامة اليهودية أو الزعامة النصرانية في العقيدة، وتجميع الديانات الأخرى من وثنية وإلحادية مع الإسلام، تحت مظلة هؤلاء تارة، وقيادة هؤلاء تارة أخرى، لإشعار الأمم الأخرى بأن الإسلام منطو تحت تبعية هذه الزعامة التي يتحمس لها قادتها من يهود ونصارى، وهدفهم من هذا أن يقولوا بلسان الحال، أو منطق المقال، بأنهم على حق وغيرهم - ويعنون بهذا الغير الإسلام في الدرجة الأولى - على باطل، وإذا حصلت القناعة بأنه على باطل فإن أهله دعاة لهذا الباطل حسب مفهومهم، أو ما يريدون إقناع العالم به.
والشباب هم الغرض المرمي في هذا الأمر، وهم الجهة المخاطبة بما أطلق من شعارات هم الغرض، أو قصد من أهداف، لأن بقناعتهم يمكن بث الفكرة وترويجها، بل وإدخالها للمجتمع الإسلامي نفسه.
ويبرز هذا الاتجاه في مؤتمرات وندوات دعي إليها كثير من المسلمين، ووجهت إعلاميا لجذب المسلمين على الخصوص، واستقطاب اتجاهات الشباب بالذات، باسم التقارب، والقضاء على المشكلات العالمية، موهمين من يخاطبون بأن المشكلات سطحية يمكن السيطرة عليها، والتغلب على مسبباتها، متناسين أن الخلاف بين هذه الطوائف وبين الإسلام خلاف عقدي، لا ينهيه إلا إدراك مفهوم شرع الله والعمل بموجبه، وفي مقدمة ذلك إخلاص الوحدانية لله بإدراك ما تنطوي عليه كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، من عمق الدلالة، وسلامة المقصد، ونبل الاتجاه، وصدق التوجه. وجعل الحوار للتقارب ضمن مفهومها، وعمق معناها وأن ما أحدثوه من شعارات لا تحقق شيئا، لأنها بعيدة عن الالتقاء مع مفهوم كلمة الإخلاص: لفظا ومعنى، حيث برز ذلك البعد في نداءاتهم إلى:
١ - المؤمنون متحدون: وهي جماعة عالمية للمؤمنين بالله يتزعمها البابا،