للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يديرها ويوجهها مفكرون ورجال دين من اليهود والنصارى، كان هذا أكبر دليل على أحقية باطلهم الذي يدعون إليه، وأشعروا الآخرين بأسلوب عملي بعدم الفائدة من العمق في الإسلام وتعاليمه، لأنه لا خلاف بينهم وبين تعاليمه وتشريعاته.

ثم يخلصون في دعوتهم هذه إلى أن البابا، هو القادر على توجيه هذا اللقاء، وهو المهيأ له لأنه حامل رسالة السلام للبشرية جميعا كما يقولون في ابتهالاتهم.

وبهذا الأسلوب لا يصبح شباب الإسلام ومفكروهم أندادا في التوجيه والمقارعة، بل أتباعا لا يتحرجون من لقاء اليهود بل وزعماء الصهيونية، ولا من الاستفادة والتبعية من النصارى، وحملة رايات الصليب، والديانات الأخرى من وثنية وإلحادية وذلك على مستوى الأفراد ثم المؤسسات الإسلامية.

وهذا من أول الخطوات لهدم جدار العقيدة الذي يتحصن به الشباب في ديار الإسلام وصدق الله إذ يقول في تصوير دخائل نفوس أهل الكتاب: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (١) {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢).

لأنهم يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون، ولأنهم لن يرضوا عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يكونوا لهم من التابعين.

ودور المفكرين والعلماء من المسلمين، إدراك هذه الحقائق، وعدم الاستسلام لما يعرضون عليهم، أو المشاركة في المناقشة الواعية لفضح


(١) سورة آل عمران الآية ٧٢
(٢) سورة آل عمران الآية ٧٣