المجال أمامها للنمو بدون الأمن. والموجهون للشباب في المجتمع الإسلامي، عليهم دور كبير في تلقيح أذهانهم بما يضاد تلك السموم الموجهة، وتعبئة الأوعية المتهيئة، بما يكفيها عن استقبال كل وافد، ليكون في المجتمع سد منيع، ضد التيارات الموجهة، وإيقاف زخرف نشرها، أو تمجيدها، بفكر أقوى، وإدراك أشمل وأصلح، والبقاء كما يقال للأصلح. وحتى يدرك الشباب بأن فكر الإسلام هو الأصلح، فلا بد من مخاطبة عقولهم من منطوق الشبهات المطروحة، وتوضيح نظرة الإسلام الحقيقية للأمور مقرونة بالنتائج والأسباب والمسببات، وموثقة بالبراهين والأرقام، حتى تكبر تعاليم الإسلام في نفوسهم ويجدون ما يعينهم في دحض الفكر الوافد، المرتكز على عناصر مادية وإلحادية بحتة، كإنكار ما وراء الطبيعة من العوالم، أو الفكر المنقول مع التقنية، المصحوبة بمناهجها، وأصولها المادية.
إذ أخطر ما يواجه الشباب المسلم، وخاصة الذي يدرس في بلاد لا تدين بالإسلام، بل تحاربه، وتحارب أفكاره، ما يجده من أفكار ونظريات علمية، تغاير الفكر الإسلامي وحقائقه، فالطالب على مقاعد الدراسة، يتشوق لدراسة العلوم المختلفة، ويرغب في نقل التكنولوجيا إلى بلاده، لكنه يتعرض لنظريات وقوانين، قد صيغت بأسلوب إلحادي يشككه في دينه.
ولذا فإن على علماء المسلمين مسئولية كبيرة في تغيير الصياغة العلمية، بمختلف الفنون بما يتمشى مع الإيمان الصحيح، الذي بموجبه يتنقى فكر الشباب المسلم وتتركز مصادر الأخذ بما يطمئن على سلامة العقيدة. وهذا ما يدعو إليه المخلصون باسم أسلحة المعرفة.