للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأدب: فكرا وأسلوبا وألفاظا. للتعبير والدعوة عما يختلف عن منهج الإسلام، وحرص تعاليمه على حماية الفرد، وسلامة المجتمع، لما يضر بهما، أو يخلخل كيانهما، وهو قصور في الفهم، ونقص في الإدراك، وتقليد جاء من غير روية، ومركب نقص، يعبر عنه صاحبه بشيء قد لا يدرك أبعاده. ومن هنا يلمس المتتبع لمسيرة بعض الشباب الأدبية؛ أفكارا تطرح، وألفاظا يؤتى بها، تخدم مذاهب وأهدافا تأباها تعاليم الإسلام، وينهى عنا شرع الله، وتتنافر مع صحيح اللغة وقواعدها.

ذلك أن من منهج شرع الله الذي شرع لعباده، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ضمن وصية يجب أن يأخذ بها كل مسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «كف عليك هذا. وأشار إلى لسانه. فقال معاذ: أنحن مؤاخذون بما نقول يا رسول الله؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم (١)». وما يرصده القلم هو جزء من حصاد اللسان.

والذي يجب أن ينمى عند شباب المسلمين، أن الفكر يجب أن يكون مأخذه إسلاميا، ومستمدا مما يدعو إليه الدين بمصدري التشريع فيه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم بما فهمه وسار عليه سلف الأمة. وأن تكون الحصيلة الأدبية، أداة تخدم هذا الفكر، سواء كانت شعرا أو نثرا، وسواء كانت خطابة أو مشاركة كتابية.

وأن تعالج القضايا التي تمر بالفرد والجماعة، من زاوية الامتثال لذلك الشرع، وتثبت دعائمه في النفوس. لأن القرآن الكريم، لم يكن بمعزل عن الحياة، مهما جد في كل عصر ومهما تغيرت أساليب وأنماط العيش فيها، لأن الله جل وعلا يقول وقوله الحق: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (٢)


(١) سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٦)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٧٣)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٣١).
(٢) سورة الأنعام الآية ٣٨