للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ركعات ويتروحون ساعة - أي يستريحون -، عشرون ركعة، لما روى أبو بكر عبد العزيز في الشافي: عن ابن عباس «أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة (١)». تفعل: ركعتين ركعتين في جماعة، مع الوتر بالمسجد أول الليل، والأفضل وسنتها في رمضان، لما روي في الصحيحين من حديث عائشة: «أنه (صلى الله عليه وسلم) صلاها لياليا، فصلوها معه، ثم تأخر وصلى في بيته باقي الشهر، وقال: إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها (٢)». ثم قال: وفي البخاري: أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب فصلى بهم التراويح (٣).

هذا الذي ينسبه الشيخ - رحمه الله - إلى عمر من رواية البخاري، هو صحيح كما قال:

١ - ولفظ ما رواه البخاري بسنده إلى عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط (٤)، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله.

هذا هو الحديث الذي أشار إليه البهوتي رحمه الله، وفيه عدة مسائل:

الأولى: أن هذه الرواية جاء فيها أن عمر - رضي الله عنه - أمر أبيا أن يؤم الناس في صلاة التراويح، وقد جاءت آثار أخرى


(١) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٢٧).
(٢) صحيح البخاري الجمعة (٩٢٤)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٦١)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦٠٤)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٧٣)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ١٦٩)، موطأ مالك النداء للصلاة (٢٥٠).
(٣) انظر الروض المربع ١/ ٧٢ - ٧٣ الطبعة السابعة طبع دار الكتب العلمية بيروت.
(٤) قال في النهاية الرهط من الرجال ما دون العشرة وقيل إلى الأربعين انظر مادة رهط.