للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدراسة العميقة لعلم مقارنة الأديان ودراسة مقارنة الأديان، ستضع أيدينا على جمال الإسلام وعلى الدور الذي يحمله ليكمل به محاولات الأديان لهداية البشر، وسيستفيد الداعية من مقارنة الأديان في مواجهة المبشرين بالمسيحية أو البوذية، فهؤلاء يعرفون الإسلام ويتلمسون ما يعتقدونه نقاط ضعف فيه ليهاجموه عن طريقها، كتعدد الزوجات والطلاق وانتشار الإسلام بالقوة، ولا يجوز أن يقف الداعية موقف المدافع فقط بل يجب أن يعرف كيف يهاجم أحيانا، ولن يكون ذلك إلا إذا تعرف على هذه الأديان ودرسها وأدرك ما حدث بها من تحريف على مر السنين.

الدراسة العميقة للحضارة الإسلامية بنوعيها، أي دراسة الحضارة التجريبية وهي إبراز دور الإسلام في العلوم التي كانت موجودة قبل الإسلام. . كترقية العمران وتطوير ما عرفه الناس في جوانب الفكر البشري من طب ورياضة وفلك وغيرها، ثم دراسة الحضارة الإسلامية الأصيلة التي جاء بها الإسلام ولم تكن معروفة قبل الإسلام، كاتجاهات الإسلام في السياسة والاقتصاد وفي المجال التربوي والاجتماعي والعسكري. تلك الجوانب الحضارية التي تعد منحة الإسلام لهداية البشرية.

التعرف التام على تاريخ المسلمين منذ مطلع الإسلام حتى الآن في كل البلاد الإسلامية مع تصحيح ما ازدحم به التاريخ الإسلامي من أخطاء.

وعندما نؤسس معهدا للدعوة ستكون مهمته أن يخرج الأئمة لمساجد العالم الإسلامي، ويخرج الدعاة الذين يحملون الإسلام إلى مختلف المناطق، ويقدمونه للملايين التي تتطلع إليه في مختلف الأرجاء. وهناك سؤال مهم هو: كيف نختار طلاب هذا المعهد؟

وفي الإجابة عن هذا السؤال، تختلف الاتجاهات، ولكن أقربها للصواب فيما أرى: أن نختار لهذا المعهد طلابه من بين الحاصلين على درجات جامعية بتقدير جيد على الأقل من كليات تعنى بالدراسات الإسلامية، ويكون اختيارهم من بين هؤلاء بامتحان يثبت فيه الطالب طلاقة اللسان، وإجادة الحوار، وعمق الإيمان بالفكرة، ومعرفة لغة أجنبية واحدة على الأقل، وتقدم للطلاب منح مجزية طيلة دراستهم التي تستمر سنتين، ويمنح الناجح في الامتحان بعد هاتين السنتين شهادة تعادل درجة الماجستير، بعد أن يدرس منهاجا يشمل الدراسات التي قدمناها وسواها مما يراه الخبراء والمتخصصون ضروريا لمثل هذه الحالة.

إن كل جهد يبذل لخدمة المسجد ورفع شأنه وتطويره، وكل جهد يبذل لتقديم الداعية الناجح. . . سيكون جهدا نافعا في الدنيا والآخرة.

والله ولي التوفيق. . .