للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع ولا ظن غالب وقال - رحمه الله -: وقال ابن بطال: في الحديث يعني حديث إنا أمة أمية- رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل وإنما المعول الرؤية وقد نهينا عن التكلف ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف أهـ. (بعض روايات الحديث في صحيح مسلم).

وقال الإمام مسلم (١): حدثني يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له (٢)». حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: الشهر هكذا وهكذا ثم عقد إبهامه في الثالثة، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين (٣)» وساق أحاديث في هذا المعنى إلى أن قال- رحمه الله -: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة وساق السند إلى ابن عمر - رضي الله عنهما- أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا (٤)» وعقد الإبهام في الثالثة، "والشهر هكذا وهكذا وهكذا" يعني تمام الثلاثين.

وقال- رحمه الله- حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا إبراهيم بن سعد عن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما (٥)» وساق- رحمه الله- روايات عدة في هذا المعنى.


(١) صحيح مسلم بشرح النووي جـ٢ ص٧٣، ط١٢٨٣هـ
(٢) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٦)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨٠)، سنن النسائي الصيام (٢١٢١)، سنن أبو داود الصوم (٢٣١٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٦٣)، موطأ مالك الصيام (٦٣٤)، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٤).
(٣) سنن النسائي الصيام (٢١٢٤).
(٤) صحيح البخاري الصوم (١٩١٣)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨٠)، سنن أبو داود الصوم (٢٣١٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٣).
(٥) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٩)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨١)، سنن الترمذي الصوم (٦٨٤)، سنن النسائي الصيام (٢١١٩)، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٥٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٥٩)، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٥).