للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في مواضع كثيرة، فيجعلون الوجوه نوعا لأقسام والنظائر نوعا آخر كالأمثال) (١).

وكذلك السيوطي اقتفى أثر صاحب "البرهان" في نقده لتعريف " ابن الجوزي " وانتهى إلى تعريفه بقوله: (فالوجوه: اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ "الأمة" (٢). .).

أما صاحب "كشف الظنون" فلم يتقبل نقد " الزركشي " و " السيوطي " بل أيد ابن الجوزي فيما ذهب إليه، فقال: (. . ومعناه أن تكون الكلمة واحدة ذكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد وحركة واحدة، وأريد بها في كل مكان معنى غير الآخر، فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير للفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر هو النظائر، وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الأخرى هو الوجوه، فإذا النظائر اسم للألفاظ، والوجوه اسم للمعاني) (٣).

وأقول: إن العلماء في هذا المجال يذكرون الكلمة الواحدة، ثم يذكرون معانيها المتعددة، ويستدلون على كل معنى بالآيات القرآنية، مما يدل على أن الوجوه للمعاني، إذ يشيرون إلى الكلمة، ويقولون. . وفيها سبعة عشر وجها. . وفيها أربعة وجوه. . وهكذا نجد أنهم يريدون بهذا الوجه معنى يختلف قربا وبعدا عن معنى آخر مرادا من آية أخرى. . والله أعلم.


(١) انظر: البرهان في علوم القرآن ١/ ١٠٢
(٢) انظر: الإتقان في علوم القرآن ٢/ ١٢١
(٣) انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة ٢/ ٢٠٠١.