للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكما كان جعفر أحد السابقين الأولين إلى الإسلام (١)، كان أحد المهاجرين الأولين إلى الحبشة (٢)، فقد هاجر إليها ومعه امرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن خثعم الخثعمية (٣)، فولدت له هناك: عبد الله، وعونا، ومحمدا (٤).

وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا إلى النجاشي مع جعفر هذا نصه.

«بسم الله الرحمن الرحيم

من: محمد رسول الله.

إلى: النجاشي الأصحم ملك الحبشة.

سلم أنت، فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته، ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه الله من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده ونفخه.

وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة له على طاعتهن وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله.

وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا، ونفرا معه من المسلمين، فإذا جاءك، فأقرهم، ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله، فقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصحي. والسلام على من اتبع الهدى (٦)».

وقد أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن عمه جعفرا هذا الكتاب إلى النجاشي وقت


(١) الإصابة (١/ ٢٤٨)
(٢) أسد الغابة (١/ ٢٨٧) والإصابة (١/ ٢٤٨) والاستيعاب (١/ ٢٤٢).
(٣) سيرة ابن هشام (١/ ٣٤٥).
(٤) جوامع السيرة (٥٧) والدرر (٥١).
(٥) الطبري (٢/ ٦٥٢) وصبح الأعشى (٦/ ٣٧٩)، وانظر: تفاصيل المراجع والمصادر في: مجموعة الوثائق السياسية (٤٣ - ٤٤) في الوثيقة رقم (٢١)
(٦) اسم النجاشي: أصحمة وليس الأصحم، انظر: البداية والنهاية (٣/ ٧٧). (٥)