للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أدري بأيهما أنا أسر! بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر. أو قال: والله ما أدري، أبقدوم جعفر أنا أسر وأفرح، أم بفتح خيبر وأنزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنب المسجد. وقسم له من غنائم خيبر، واختط له إلى جنب المسجد (٥)».

وهكذا كانت لجعفر هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة المنورة (٦)، وقد استقر في المدينة المنورة قاعدة المسلمين الرئيسة، بعد أن طال غيابه عن وطنه ردحا طويلا من الزمن، استمر أكثر من أربع عشرة سنة في بلاد الحبشة، من السنة الثامنة قبل الهجرة إلى أوائل السنة السابعة الهجرية، كان خلالها المسئول الأول عن المسلمين المهاجرين إلى أرض الحبشة، فأسلم على يده النجاشي وغيره من الحبشة، كما أسلم غير النجاشي وغير الذين أسلموا على يد جعفر من الأحباش على أيدي غيره من المسلمين المهاجرين.

ولا مجال للشك في إسلام النجاشي، ولا مجال للتشكيك في إسلامه، ولا يقبل الشك في إسلامه ولا التشكيك فيه مسلم حق، لأن إسلام النجاشي ثابت، «فقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الغائب حين بلغه موته، (٧)» كما ثبت ذلك في صحيح البخاري ومسلم (٨) والنسائي (٩) وفي جميع مصادر الحديث الشريف والفقه الإسلامي (١٠)، ولا تصلى صلاة الغائب إلا


(١) طبقات ابن سعد (٤/ ٣٥) (٨)
(٢) سيرة ابن هشام (٣/ ٤١٤). (١)
(٣) الدرر (٢١٨)، وفي طبقات ابن سعد (٤/ ٣٥): ما أدري بأيها أنا أفرح، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر. (٢)
(٤) أسد الغاية (١/ ٢٨٧) (٣)
(٥) طبقات ابن سعد (٤/ ٣٥) (٤)
(٦) أسد الغاية (١/ ٢٨٧).
(٧) مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٦١).
(٨) صحيح مسلم (٣/ ٥٤) في باب التكبير على الجنازة
(٩) النسائي (٢/ ٣٣٧) في باب التكبير على الجنازة
(١٠) انظر: التفاصيل في بحث: إسلام النجاشي في هذا الكتاب.