للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الإسلام سنة ست الهجرية، وكتب إلى النجاشي، فأسلم النجاشي، وأمره أن يزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ويرسلها ويرسل من عنده من المسلمين (١).

فقد آمن النجاشي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واتبعه، وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب، وأرسل إليه ابنه في ستين من الحبشة، فغرقوا في البحر (٢). وبعث النجاشي بكسوة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٣). وأرسل النجاشي إلى النواتي (٤) فقال: "انظروا ما يحتاج فيه هؤلاء القوم من السفن؟ "، فقالوا: يحتاجون إلى سفينتين، فجهزهم.

وكلم قوم النجاشي من الحبشة أسلموا، في أن يبعث بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلموا عليه، وقالوا: نصاحب هؤلاء، فنجذف بهم في البحر، ونغنيهم، فأذن لهم، فشخصوا مع عمرو بن أمية، وأمر عليهم جعفر بن أبي طالب (٥).

ويبدو أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أرسل عمرو بن أمية إلى النجاشي في أواخر سنة ست الهجرية، فعاد من سفارته في أوائل سنة سبع الهجرية، لأن مهاجري الحبشة وعلى رأسهم جعفر، عادوا من أرض الحبشة إلى المدينة المنورة، في أعقاب غزوة خيبر التي كانت في شهر محرم من سنة سبع الهجرية (٦).

وقدم جعفر في جماعة من المسلمين من أرض الحبشة بإثر فتح خيبر (٧) فالتزمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبل «ما بين عينيه واعتنقه، وقال: والله ما


(١) أسد الغابة (٤/ ٨٦).
(٢) ابن الأثير (٢/ ١١٣).
(٣) المحبر (٧٦)
(٤) النواتي: مفردها نوتي، وهو الملاح الذي يدير السفينة في البحر.
(٥) أنساب الأشراف (١/ ٢٢٩).
(٦) جوامع السيرة (٢١١) والدرر (٢١٧).
(٧) الدرر (٢١٨).
(٨) الاستيعاب (١/ ٢٤٢).