للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان جعفر أكبر من علي بن أبي طالب بعشر سنين (١) أي أن جعفرا كان في الرابعة والثلاثين من عمره حين هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

وقد استشهد جعفر بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر جمادى الأولى من سنة ثمان الهجرية (٢) (٦٢٩ م)، أي أنه استشهد وكان له من العمر اثنتان وأربعون سنة.

وولد جعفر: عبد الله، ومحمدا، وعونا، أمهم: أسماء بنت عميس، الخثعمية (٣) ولما هاجر جعفر إلى أرض الحبشة، حمل امرأته أسماء بنت عميس فولدت له هناك: عبد الله ومحمدا وعونا، ثم ولد للنجاشي بعدما ولدت أسماء بنت عميس ابنها عبد الله، فأرسل إلى جعفر: "ما سميت ابنك؟ " قال: " عبد الله " فسمى النجاشي ابنه عبد الله، فأخذته أسماء وأرضعته حتى فطمته بلبن عبد الله بن جعفر، ونزلت بذلك عندهم منزلة، فكان من أسلم بالحبشة يأتي أسماء بعد، يخبر خبرهم فلما ركب جعفر بن أبي طالب مع أصحاب السفينتين منصرفهم من عند النجاشي، حمل معه أسماء بنت عميس وولده الذين ولدوا هناك: عبد الله، ومحمدا وعونا، حتى قدم بهم المدينة، فلم يزالوا بها حتى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - جعفرا إلى مؤتة، فمات بها شهيدا (٤).

ولجعفر ثلاثة أبناء من أسماء بنت عميس، انقرض عقب محمد من قبل ابنه القاسم، ولم يكن له غيره، ولعون عقب غير مشهور، وولد عبد الله


(١) أسد الغابة (١/ ٢٨٧) والاستيعاب (١/ ٢٤٢) والإصابة (١/ ٢٤٨).
(٢) الإصابة (١/ ٢٤٨) وانظر تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٤٩) والعبر (١/ ٩) وتهذيب التهذيب (٢/ ٩٨).
(٣) انظر: نسبها في نسب قريش (٨٠ - ٨١) وجمهرة أنساب العرب (٣٩٠ - ٣٩١).
(٤) نسب قريش (٨١).