للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هم جبل الإسلام والناس حولهم ... رضام إلى طود يروق ويبهر (١)

بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... علي ومنهم أحمد المتخير (٢)

وحمزة والعباس منهم ومنهم ... عقيل وماء العود من حيث يعصر

بهم تفرج اللأواء في كل مأزق ... عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر (٣)

هم أولياء الله أنزل حكمه ... عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر

وقال كعب بن مالك يرثي جعفر بن أبي طالب:

هدت العيون ودمع عينك يهمل ... سحا كما وكف الطباب المخضل

في ليلة وردت علي همومها ... طورا أخن وتارة أتململ

واعتادني حزن فبت كأنني ... ببنات نعش والسماك موكل (٤)

وكأنما بين الجوانح والحشا ... مما تأوبني شهاب مدخل (٥)

وجدا على النفر الذين تتابعوا ... يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا

صلى الإله عليهم من فتية ... وسقى عظامهم الغمام المسبل (٦)

صبروا بمؤتة للإله نفوسهم ... حذر الردى ومخافة أن ينكلوا (٧)

فمضوا أمام المسلمين كأنهم ... فنق عليهن الحديد المرفل (٨)

إذ يهتدون بجعفر ولوائه ... قدام أولهم فنعم الأول

حتى تفرجت الصفوف وجعفر ... حيث التقى وعث الصفوف مجدل (٩)


(١) الرضام: جمع رضم، وهو الحجارة يجعل بعضها فوق بعض. والطود: الجبل. ويروق: يعجب.
(٢) البهاليل: جمع بهلول، وهو السيد.
(٣) اللأواء: الشدة. والمأزق: المكان الضيق. والعماس: المظلم، يريد عند ارتفاع الغبار فيه.
(٤) بنات نعش: من النجوم المعروفة.
(٥) الجوانح: عظام أسفل الصدر. والشهاب: القطعة من النار. ومدخل: اسم مفعول من أدخل.
(٦) المسبل: الممطر، ويقال للمطر: سبل.
(٧) ينكلوا: يرجعوا عن عدوهم هائبين له.
(٨) فنق: جمع فنيق، وهو الفحل على الإبل. والمرفل: الذي تجر أطرافه على الأرض.
(٩) الوعث: الرمل الذي تغيب فيه الأرجل. ومجدل: مطروح على الجدالة وهي الأرض.