وكان ذا نفسية لا تتبدل في حالتي النصر والاندحار ثابتة على الخطوب والأحداث، والإيمان بالقضاء والقدر يقوي هذا الاتجاه.
وكان يعرف نفسيات رجاله وقابليتهم، ويكلف كل فرد منهم ما يستطيع أن يؤديه بكفاية وإتقان.
وكان يثق برجاله ويثقون به، وكان موضع ثقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وثقة أصحابه الكاملة، وكان يحب رجاله ويحبونه، ويعتمد عليهم ويعتمدون عليه.
وكان ذا شخصية قوية نافذة، ويضبط رجاله ويسيطر عليهم، ويتحلى بالطاعة التي هي الضبط المتين في أجلى مظاهره.
وكان ذا ماض ناصع مجيد نسبا وفي خدمة الدين الحنيف.
وكان عارفا بمبادئ الحرب: يختار مقصده ويديمه، ويتخذ مبدأ التعرض سبيلا لمعركته يحشد قوته، ويقتصد بمجهوده، ويطبق مبدأ الأمن على قوته، ويديم معنوياتها، ويرعى قضاياها الإدارية.
ولم يطبق مبدأ المباغتة في هذه السرية، فقد كان من الصعب إخفاء حركتها في تلك الظروف التي كان العدو يتوقع أن يهاجمهم المسلمون بعد مقتل رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أمير الغساسنة، إذ من الصعب السكوت عن قتله أو إهماله، وهو رسول من رسل الدعوة والرسل لا تقتل أبدا، بل تكرم بموجب العرف السائد حينذاك حتى بين القبائل العربية التي تسكن الصحراء البعيدة عن معالم الحضارة.
لقد كان قائدا متميزا، وحسبه أن يكون من خريجي مدرسة الرسول القائد العظيمة - عليه الصلاة والسلام - في القيادة. . . والعقيدة.