الغربية. . ومثل هذه المؤسسات ليست ممن نتجه إليه بهذا البحث لأنها تعمل في الطريق المعاكس.
أما الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى المناظرة لها، والتي تنتمي لإفريقية، وتعبر عن الشعب الإفريقي الذي يريد الإسلام والعروبة. . فهي التي نتوجه إليها بهذا الحديث، وهي مهما قل عددها أو قلت إمكاناتها مناط الأمل في أن تقوم بالدور الحضاري في قيادة القارة الإفريقية في الطريق الصحيح للتحرر والعودة إلى الذات، بل والسعي للوصول بإفريقية، ولا سيما جنوب الصحراء إلى وحدة حضارية قائمة على الإسلام واللغة العربية.
ومن الجدير بالذكر أن إفريقية - كادت تصل إلى ما قبل الهجمة الاستعمارية بقليل إلى هذا التوحد الحضاري - بجهود جامعاتها الإسلامية الإفريقية العريقة.
فعلى امتداد النيل، وفي شمال إفريقية، وفي السودان الغربي، وعلى طول الساحل الإفريقي الشرقي وجدت أقلية متعلمة من الإفريقيين. . وكان التعليم في البلدان الإسلامية قرآنيا. . وكان واسع الانتشار في المستوى الأولي، وكان متاحا أيضا في مستوى المرحلة الثانوية والجامعية، فقد وجدت جامعة الأزهر في مصر، وجامعة فاس في مراكش، وجامعة الزيتونة في تونس، وجامعة كامكتو في مالي، وجميعها يشهد على مستوى التعليم الذي تحقق في إفريقيا قبل الغزو الاستعماري؛ إذ كانت هذه الجامعات تفتح ذراعيها لكل الراغبين في العلم من شتى أنحاء إفريقية!!
وأما عن التعليم العالي الإسلامي المتخصص في إفريقية (بجنوب الصحراء)، والذي يمشي على درب الأزهر والجامعات الإسلامية الأخرى