للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العريقة التي ألمحنا إليها، فبكل المقاييس تعتبر إفريقية جنوب الصحراء فقيرة جدا في التعليم العالي الإسلامي المتخصص بمعناه الأكاديمي والعصري الذي نعرفه في الأزهر أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أو جامعة الزيتونة بتونس أو غيرها.

ومما يؤسف له أنه لا توجد في الأقطار الإفريقية غير العربية إلا نادرا معاهد عليا أو جامعات إسلامية، ولذلك فإن طلابها الذين يرغبون في مواصلة الدراسة بالمعاهد العليا يضطرون إلى الرحيل إلى إحدى الجامعات الإسلامية في الدول العربية، وأقدمها الأزهر الشريف بمصر وجامعة القرويين بفاس وجامعة الزيتونة بتونس وجامعة أم درمان الإسلامية في السودان، فضلا عن جامعات المملكة العربية السعودية.

ولقد شعرت الدول الإسلامية بهذا النقص، ولذلك فإن صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قرر أن يساهم في إنشاء جامعتين إسلاميتين إفريقيتين، إحداهما بالنيجر في غرب إفريقيا، والثانية في يوغندة لوسط إفريقيا وشرقيها، وللآن تتعثر الأمور في هاتين الجامعتين لأن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لم تسارع حتى الآن للمساهمة في تمويل هاتين الجامعتين فيما عدا المملكة العربية السعودية التي أعلنت في مؤتمر طرابلس تبرعها بخمسة ملايين لكل منهما.

ومما يؤسف له أن صندوق التضامن الإسلامي والدول الإسلامية التي تساهم في هذه الجامعات لم تعن أغلبها للآن بتوقيع اتفاقيات مع الدول التي تنشأ فيها هذه الجامعات (١) للدراسات العربية الإسلامية بأن تكون اللغة العربية هي اللغة المستعملة.


(١) نشرة دورة تدريب المعلمين في جامبيا (الاتحاد العالمي للمدارس الإسلامية) ص ١٧٠.