للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له، والتقليل من قيمة الحضارات والثقافات والتقاليد الوطنية. . أو كما عبر الرئيس أحمد سيكوتوري في قوله:

"كان التعليم الذي قدم لنا يسعى أساسا لاستيعابنا والقضاء على شخصيتنا، وصبغنا بالصبغة الغربية. . ذلك التعليم قدم لنا حضارتنا وثقافتنا ومفاهيمنا الاجتماعية والفلسفية باعتبارها مظاهر لحياة همجية وبدائية لا تعي كثيرا، وذلك لكي يخلقوا فينا كثيرا من العقد التي تؤدي بنا إلى أن نصبح فرنسيين أكثر من الفرنسيين".

لئن كان التعليم الاستعماري قد سعى إلى هذه النتيجة، فإن على التعليم العالي الإسلامي الإفريقي أن يعيد الثقة في الذات الإفريقية المسلمة من خلال تقديم (محور حضاري) متميز قادر على الحوار والتفاعل مع الحضارات المعاصرة. . يجمع بين الإسلامية والإفريقية في نسيج متناغم.

ولا ضير - بل إنه لمطلوب - أن توجد داخل إطار الحضارات الإسلامية أطروحات حضارية ذات تعبيرات إقليمية، لكنها وثيقة الصلة بالوشائج الإسلامية العامة، وتنتظمها الأصول والملامح المشتركة للحضارة الإسلامية.

وفي مواجهة السياسة الاستعمارية التعليمية التي حرصت على أن تقوم بتخريج فئة قليلة تعمل في الوظائف الصغيرة في الإدارات الاستعمارية، يجب على التعليم العالي الإسلامي في إفريقيا (جنوب الصحراء) أن يجمع بين التعليم النظري الفكري والفني التطبيقي، وأن يرسم خطة لتخريج كفايات تملك روح البحث والتحليل والابتكار في العلوم الإنسانية والتطبيقية.

كما أنه في مواجهة هذا الكم. . من اللغات واللهجات. . ولكي يؤدي