تبين لي أنها تلخيص لتفسير لها ألفه ابن القيم رحمه الله تعالى، فما زادني هذا إلا حرصا عليها فحسبك بتفسير ابن القيم رحمه الله تعالى لهذه السورة وهو الخبير بموضوعها الذي بز فيه أقرانه. فأكرم به وأنعم من تفسير، لولا أن فيه طولا عما سبرت، وتوسعا أكثر مما قصدت فهو كتاب يفيد طائفة من أولى العلم، وتقتصر عن دركه طائفة من طلبة العلم.
فإن تصدى عالم لاختيار جواهر من جواهره، ودررا من درره، فإن تفسيره سيصبح من أنفس النفائس، وأغلى الذخائر. إذا عرف كيف يختار وينتقي.
وحسبك بالإمام العلامة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الذي تصدى لهذا الأمر، وقام به خير قيام.
ويظهر جليا حرصي على وحدة المشرب، وأن لا تكثر الدلاء، فيتكدر المعين ويتشتت الذهن فحصرت على الاقتصار على أقوال ابن القيم رحمه الله تعالى صاحب أصل التفسير سواء كان النقل من تفسيره أو من غيره، ولذا يدرك الناظر كثرة النقول عنه رحمه الله تعالى وذلك لأمرين:
(أولهما) أنه صاحب التفسير المطول وصلته بالمختصر جلية، أرجح من غيرها.
(ثانيهما) أن ابن القيم هو فارس هذا الميدان أعني الحديث عما اشتملت عليه سورة الفلق من الاستعاذة وما يتعلق بها، والنفاثات، والحسد ونحو ذلك من الروحانيات. وقل أن يكتب أحد في هذا الميدان لا يجد بدا من الرجوع إلى مؤلفاته رحمه الله تعالى.
فإن قيل: ما زدت على أن عمدت إلى تفسير مختصر، فعدت إلى الأصل ونقلت منه ما حذف فأعدت التفسير إلى أصله فلم تأت بجديد.
(قلت) هذا حق لو كان الأمر كما تقول. ولكن الأمر يختلف فالمختصر