لقد مضى المسجد والساجد كل يؤدي دوره في نشر الخير وحماية الحق حتى أطلت الدنيا بمفاتنها ومباهجها، وظهر خلاف واضح بين السلطان والقرآن، وبدأ المسجد يفتقد الساجد والرائد، ورويدا رويدا تحولت المنابر إلى غير وجهتها تبعا للسلطان، وبدأت الشقة تزداد اتساعا بين المسجد والساجد حتى انحازت المنابر للسلطة والسلطان، ورويدا رويدا أصبحت المنابر واحدة من أجهزة الدولة، وظل الحال هكذا إلى يومنا هذا؛ حيث اندثرت ملامح الهدى ومعالمه في المسجد أو كادت في كثير من بلاد المسلمين.
إن تلك الوثنيات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي صنعها اليهود لتمزيق شمل المسلمين وإبعادهم عن دينهم ممثلة في الشيوعية والاشتراكية والقومية والبعثية والوجودية والفرعونية والقاديانية المندحرة المنتحرة تلعب دورا مرعبا في أوساط الشباب. والمسجد والساجدون في إغفاءة تشبه الموت أو هي الموت عينه.