للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل للحسن البصري: أيحسد المؤمن؟ قال: ما أنساك إخوة يوسف. فالرجل إذا كان في قلبه حسد لكن يخفيه، ولا يرتب عليه أذى بوجه ما، لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده، بل لا يعامل أخاه إلا بما يحب الله فهو لا يطيع نفسه بل يعصيها خوفا من الله، وحياء منه أن يكره نعمه على عباده، فيرى ذلك مخالفة لله وبغضا لما يحب الله، فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك، ويلزمها الدعاء للمحسود وتمني زيادة الخير له. فإن هذا الحسد الذي في قلبه لا يضره، ولا يضر المحسود.