للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خداج ثلاثا غير تمام (١)» فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال اقرأ بها في نفسك. . . الحديث (٢).

وأما الحنفية فقد احتجوا على عدم تعيين الفاتحة بالفرضية بأدلة:

الأول: إن تعيين الفاتحة زيادة على النص القرآني:

{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (٣).

بخبر الواحد. والزيادة على النص نسخ، وخبر الواحد لا ينسخ القرآن. قال السرخسي: ولنا قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (٤)

فتعيين الفاتحة يكون زيادة على هذا النص، وهو يعدل النسخ عندنا، فلا يثبت بخبر الواحد (٥).

وقد ناقش الجمهور هذا الاستدلال، بأن الآية قد وردت في قيام الليل لا في قدر القراءة (٦).

هذا وإن سباق الآية يؤيد ذلك، حيث الحديث في السورة كلها حول قيام الليل وكذا فإن القرآن يطلق ويراد به الصلاة، لاشتمال الصلاة على القرآن، ودليل ذلك قوله عز وجل: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (٧).

قال مجاهد: يعني صلاة الفجر.

وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: (٩)».


(١) صحيح مسلم الصلاة (٣٩٥)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٢٩٥٣)، سنن النسائي الافتتاح (٩٠٩)، سنن أبو داود الصلاة (٨٢١)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٣٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٨٦)، موطأ مالك النداء للصلاة (١٨٩).
(٢) أخرجه مسلم في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة برقم ٣٩٥ جـ١ ص٢٩٦.
(٣) سورة المزمل الآية ٢٠
(٤) سورة المزمل الآية ٢٠
(٥) السرخسي: المبسوط جـ١ ص١٩.
(٦) النووي: المجموع جـ٣ ص٢٨٧.
(٧) سورة الإسراء الآية ٧٨
(٨) أخرجه البخاري في الأذان باب فضل صلاة الفجر جماعة جـ١ ص١٦٦.
(٩) سورة الإسراء الآية ٧٨ (٨) {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}