للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحين وافق أصحاب علي على التحكيم، اختلفوا على الحكم الذي يمثلهم، وكان أبو موسى مرشح الأكثرية، فنزل علي على رأيهم واختار أبا موسى حكما (١)، كما اختار معاوية عمرو بن العاص عن أهل الشام حكما (٢).

وكان نص وثيقة التحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، قاضي علي على أهل الكوفة ومن معهم، وقاضي معاوية مع أهل الشام ومن معهم، إننا ننزل عند حكم الله وكتابه، وأن لا يجمع بيننا غيره، وأن كتاب الله بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيا ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله، وهما أبو موسى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص، عملا به، وما لم يجداه في كتاب الله فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة. وأخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والمواثيق أنهما آمنان على أنفسهما وأهليهما، والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه. وعلى عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص عهد الله وميثاقه أن يحكما بين هذه الأمة لا يرداها في حرب ولا فرقة حتى يعصيا، وأجل القضاء إلى رمضان، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك أخراه، وإن مكان قضيتهما مكان عدل بين أهل الكوفة وأهل الشام (٣) ".

ولما جاء وقت اجتماع الحكمين: أرسل علي مع أبي موسى أربعمائة رجل، وأرسل معهم عبد الله بن عباس ليصلي بالناس ويلي أمورهم.


(١) الطبري (٥/ ٥١) وابن الأثير (٣/ ٣١٩).
(٢) الطبري (٥/ ٥٢) وابن الأثير (٧/ ٣١٨).
(٣) الطبري (٥/ ٥٣ - ٥٤) وابن الأثير (٣/ ٣٢٠)، وانظر الأخبار الطوال للدينوري (١٩٦ - ١٩٩).