للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان أبو موسى على الكوفة حين قتل عثمان (١)، فكتب إلى علي بن أبي طالب بطاعة أهل الكوفة وبيعتهم له، وبين الكاره منهم للذي كان والراضي ومن بين ذلك، حتى كأن علي بن أبي طالب يشاهدهم (٢).

ومع ذلك، كان من رأي أبي موسى القعود عن الفتنة الكبرى، وقد سأل علي رجلا قدم من الكوفة عن أبي موسى، فقال الرجل: إن أردت الصلح فأبو موسى صاحبه، وإن أردت القتال فليس بصاحبه (٣).

وسأل أهل الكوفة أبا موسى عن رأيه في الاقتتال، فقالوا: "ما ترى في الخروج؟ "فأجابهم: "القعود سبيل الآخرة، والخروج سبيل الدنيا، فاختاروا " (٤).

وخطب بالكوفة، فكان مما قاله: "هذه فتنة صماء، النائم فيها خير من اليقظان واليقظان خير من القاعد، والقاعد خير من القائم والقائم خير من الراكب، والراكب خير من الساعي، فكونوا جرثومة من جراثيم العرب، فاغمدوا السيوف، وانصلوا الأسنة، واقطعوا الأوتار،، وآووا المظلوم والمضطهد حتى يلتئم هذا الأمر، وتنجلي هذه الفتنة " (٥) وأرسل علي بن أبي طالب ابنه الحسن وعمار بن ياسر إلى أبي موسى، فخرج أبو موسى ولقي الحسن فضمه إليه، فقال الحسن لأبي موسى: "لم تثبط عنا؟! فوالله ما أردنا إلا الإصلاح، ولا مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء "، فقال أبو موسى: "صدقت بأبي أنت وأمي، ولكن المستشار مؤتمن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من


(١) الطبري (٤/ ٤٢٢) وابن الأثير (٣/ ١٨٦).
(٢) الطبري (٤/ ٤٤٣) وابن الأثير (٣/ ٢٠٢).
(٣) الطبري (٤/ ٤٨٠) وابن الأثير (٣/ ٢٢٥).
(٤) الطبري (٤/ ٤٨١) وابن الأثير (٣/ ٢٢٧).
(٥) الطبري (٤/ ٤٨٢) وابن الأثير (٣/ ٢٢٧). .