للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زبيد وعدن ورمع (١) والساحل.

ولم يعزل عن عمله في اليمن، كما لم يعزل غيره من عمالها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (٢).

وبقي أبو موسى على زبيد وعدن ورمع والساحل طيلة أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه (٣).

وآثر أبو موسى بعد وفاة أبي بكر الصديق أن يصبح غازيا على أن يبقى واليا، ولكن لا ندري بالضبط متى ترك ولايته في اليمن، وأول ما ورد اسمه في الولاية، هو توليته البصرة بعد عزل المغيرة بن شعبة عنها، وكان ذلك سنة سبع عشرة الهجرية. فقد بعث عمر بن الخطاب إلى أبي موسى، فقال: " يا أبا موسى! إني مستعملك، إني أبعثك إلى أرض قد باض بها الشيطان وفرخ، فالزم ما تعرف، ولا تستبدل فيستبدل الله بك"، فقال: "يا أمير المؤمنين! أعني بعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به"، فقال له: "خذ من أحببت "، فاستعان بتسعة وعشرين رجلا، منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر.


(١) رمع: قرية أبي موسى ببلاد الأشعريين قرب غسان وزبيد، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٤/ ٢٨٥).
(٢) الطبري (٣/ ٢٢٩).
(٣) الطبري (٣/ ٤٣٧) وابن الأثير (٢/ ٤٢١).