للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة تسع وعشرين الهجرية، عزل عثمان بن عفان رضي الله عنه أبا موسى عن البصرة بعبد الله بن عامر بن كريز القرشي العبشمي (١) وقيل كان ذلك لثلاث سنين مضت من خلافة عثمان، وأرجح الرواية الأولى، فقد عمل على البصرة ست سنين، وما كان عثمان ليعزله بعد ثلاث سنين خلافا لوصية عمر.

فلما خرج من البصرة حين نزع عنها، لم يكن معه إلا ستمائة درهم عطاء عياله (٢)، ولكن كان معه ما هو أثمن من كل مادة في الدنيا، هي قولة الحسن البصري فيه: "ما أتاها - يعني البصرة - راكب خير لأهلها منه (٣) "، فقد ذهبت المادة، وبقي هذا الثناء المستطاب.

ولما عزل عن البصرة سار منها إلى الكوفة، فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمله عليهم، فاستعمله (٤)، وكان قد سكن الكوفة بعد خروجه من البصرة، فتفقه أهل الكوفة به (٥)، وقد استعمله عثمان على الكوفة بعد سعيد بن العاص نزولا عند رغبة أهل الكوفة، وكتب إليهم:


(١) انظر سيرته في: المعارف (٣٢٠ - ٣٢٢).
(٢) طبقات ابن سعد (٤/ ١١١).
(٣) الإصابة (٤/ ١٢٠).
(٤) أسد الغابة (٣/ ٢٤٧) و (٥/ ٣٠٩) والإصابة (٤/ ١٢٠).
(٥) الإصابة (٤/ ١٢٠).