للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد، فقد أمرت عليكم من اخترتم، وأعفيتكم من سعيد، والله لأفرشنكم (١) عرضي، ولأبذلن لكم صبري ولأستصلحنكم بجهدي، فلا تدعوا شيئا أحببتموه لا يعصى الله فيه إلا سألتموه، ولا شيئا كرهتموه لا يعصى الله فيه إلا استعفيتم منه، أنزل فيه عندما أحببتم، حتى لا يكون لكم علي حجة" (٢)، وكان ذلك سنة أربع وثلاثين الهجرية (٣) ومعنى ذلك أن أبا موسى، بقي بلا عمل للخليفة عثمان نحو أربع سنوات، قضاها في تعليم القرآن وتحفيظه وفي تفقيه أهل الكوفة.

وكان أبو موسى، حين أعاد أهل الكوفة سعيد بن العاص من الطريق قبل دخول الكوفة إلى عثمان، قد جمع أهل الكوفة الحانقين على سعيد وغير الحانقين عليه، وخطبهم، وأمرهم بالجماعة وبلزوم الجماعة وبطاعة عثمان، فأجابوا إلى ذلك، وقالوا: "صل بنا "، فقال: "لا! إلا على السمع والطاعة لعثمان "، قالوا: "نعم"، فصلى بهم، وأتاه ولايتهم من عثمان، فوليهم (٤).

ولم يزل أبو موسى على الكوفة، حتى استخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة خمس وثلاثين الهجرية (٥) فأقره علي بن أبي طالب عليها.

فلما سار علي إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير عنها، أرسل إلى أهل الكوفة يدعوهم لينصروه، فمنعهم أبو موسى وأمرهم بالقعود في الفتنة، فعزله علي


(١) في ابن الأثير والنويري: "لأقرضنكم ".
(٢) الطبري (٤/ ٣٣٦) وابن الأثير (٣/ ١٤٨ - ١٤٩).
(٣) الطبري (٤/ ٣٣٦) وابن الأثير (٣/ ١٤٨).
(٤) ابن الأثير (٣/ ١٤٩).
(٥) الطبري (٤/ ٤٢٧) وابن الأثير (٣/ ١٩٠).