للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها (١) وكان قد أقره عليها قبل ذلك، بينما عزل غيره من عمال عثمان (٢).

ب - فما هي إنجازات أبي موسى، كما يعبر عن ذلك المحدثون؟ كتب أبو موسى إلى عمر: "إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ "، فجمع عمر الناس لمشورة، فقال بعضهم: "أرخ لمبعث النبي ("، وقال بعضهم: "لمهاجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر: " نؤرخ لمهاجرة رسول الله (فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل (٣) ".

لقد كان لأبي موسى فضل المطالبة بوضع التأريخ للمسلمين، فكان التأريخ الهجري الذي بدأ العمل به على عهد عمر بن الخطاب، ولا يزال معمولا به حتى الآن.

وكان عمر بن الخطاب أول من سمي بأمير المؤمنين، وكان أبو موسى أول من دعا له بهذا الاسم على المنبر، وأول من كتب إليه: لعبد الله عمر أمير المؤمنين، من أبي موسى الأشعري، فلما قرئ ذلك على عمر قال: "إني لعبد الله، وإني لأمير المؤمنين، والحمد لله رب العالمين (٤) ".

وأصبحت السنة التي سنها أبو موسى متبعة في الدعاء وفي الأسلوب الكتابي أيضا.

وفي سنة ثماني عشرة الهجرية، أصاب الناس مجاعة شديدة وجدب وقحط، وهو عام الرمادة، وكانت الريح تسفي ترابا كالرماد، فسمي: عام الرمادة، واشتد الجوع حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاه فيعافها من قبحها، وإنه لمقفر (٥).


(١) ابن الأثير (٣/ ٢٣١) وأسد الغابة (٣/ ٢٤٦) و (٥/ ٣٠٩)، انظر مروج الذهب (٢/ ٣٥٩).
(٢) اليعقوبي (٢/ ١٥٥).
(٣) ابن الأثير (١/ ١٠).
(٤) مروج الذهب للمسعودي (٢/ ٣٠٥) ط٢، بيروت - ١٣٩٣هـ.
(٥) الطبري (٤/ ٩٨) ابن الأثير (٢/ ٥٥٥).