للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى وهو على البصرة: "إن العرب هلكت، فابعث إلي بطعام " فبعث إليه بطعام، وكتب إليه: "إني قد بعثت إليك بكذا وكذا من الطعام، فإن رأيت يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الأمصار، فيجتمعون في يوم، فيخرجون فيه، فيستسقون "، فكتب عمر إلى أهل الأمصار، فخرج أبو موسى فاستسقي ولم يصل (١). وهذا دليل على أن الزراعة والإنتاج الزراعي كان بازدهار بحيث يغطي حاجة المنطقة ويفيض على ما تحتاج إليه، فتصدر إلى المناطق الأخرى.

ولا عجب في ازدهار الزراعة والمحاصيل الزراعية في ولاية البصرة على عهد أبي موسى، فقد كان يهتم بالري الذي هو العمود الفقري للزراعة، وبخاصة في الأرض السيحية التي تسقى بمياه النهر ولا تزدهر بدونه، فقد قاد أبو موسى نهر الأبلة من موضع الإجانة إلى البصرة وكان شرب الناس قبل ذلك من مكان يقال له: دير قاووس (٢)، فوهته في دجلة فوق الأبلة بأربعة فراسخ، يجري في سباخ لا عمارة على حافته، وكانت الأرواح (٣) تدفنه (٤).

ولم يقتصر نشاط أبي موسى في الري على حفر نهر الأبلة، بل امتد إلى حفر نهرين آخرين سجلهما له البلدانيون العرب، ولا ندرى عدد الأنهار التي حفرها ولم يسجلها البلدانيون له.


(١) طبقات ابن سعد (٤/ ١١٠).
(٢) لم أجد له ذكرا في المصادر التي تتحدث على الأديرة.
(٣) الأرواح: جمع ريح، وهو الهواء إذا تحرك.
(٤) البلاذري (٤٩٨).