للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان بحق كما وصفوه: العامل المعلم صاحب القراءة والمزمار، الرايض نفسه بالسياحة في المضمار.

لقد أتعب أبو موسى نفسه في حياته، وأتعب من جعله أسوة حسنة له في حياته وبعد رحيله، وخسر كل شيء مادي يملكه، ولكنه ربح نفسه، وقد مات كثير من أصحاب السلطان والأموال وهم أحياء، فلا ذكر لهم بالخير والثناء، لأنهم ربحوا السلطة والمال، وخسروا أنفسهم، وبقي ذكر أبي موسى عطرا في التاريخ وبين الناس، وتلك هي عبرته لأصحاب القلوب العامرة بالإيمان ولأصحاب الجيوب المتخمة نفوسهم بالظلام.

وهل يستوى أصحاب القلوب وأصحاب الجيوب؟