للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يؤيد ذلك ما جاء في مصادر المحدثين، أنه مات وهو ابن ثلاث وستين سنة (١)، ولو مات في الخمسينات، لكان مولده سنة ثلاث عشرة قبل الهجرة، فمتى أسلم في مكة، والمعروف أنه أسلم قديما، فإذا قدرنا أنه أسلم في السنة الخامسة من الرسالة، أو السنة الثامنة قبل الهجرة، فمعنى ذلك أنه أسلم وهو في الخامسة من عمره، وهذا غير منطقي ولا معقول. فلا بد أنه توفي في سنة اثنتين وأربعين الهجرية أو سنة أربع وأربعين الهجرية (٢)، وأرجح ما اقتنع به البخاري من أن وفاته سنة أربع وأربعين الهجرية، لأن البخاري شيخ المحدثين وأكثرهم دقة وتوثيقا، فيكون مولد أبي موسى سنة تسع عشرة قبل الهجرة، أي قبل البعثة النبوية بست سنوات، فإذا أسلم في الخامسة من البعثة، فمعنى ذلك أنه أسلم في الحادية عشرة من عمره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن في السنة التاسعة الهجرية وهو ابن ثمان وعشرين سنة وأنه عاش ثلاثا وستين سنة قمرية، وعاش إحدى وستين سنة شمسية (٦٠٣م-٦٦٤م).

ويبدو أنه كان ميسور الحال في مكة، فقد كان يمتلك بئرا فيها بالمعلاة، ولم يكن في حينه يمتلك بئرا من الآبار المعدودة غير الميسورين.

تزوج أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب (٣)، كما تزوج ابنة الدومي (٤)، ولا نعرف عن زوجاته الأخريات شيئا.

وأكبر أولاده: إبراهيم، «قال أبو موسى: "ولد لي غلام، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسماه: إبراهيم، وحنكه بتمرة (٥)».


(١) تهذيب التهذيب (٥/ ٣٦٣) وتهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٦٩).
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٦٩).
(٣) المعارف (١٢١) والمحبر (٤٣٩).
(٤) طبقات ابن سعد (٤/ ١١٥).
(٥) طبقات ابن سعد (٤/ ١٠٧).