ومن مزاياه سفيرا نبويا، رواء مظهره، فقد كان شكله إنسانا ليس جميلا، ولكنه مقبول غير منفر على العموم، بسيط الثياب ولكنها نظيفة، نظيف البدن يديم نظافته بالوضوء.
وعلى كل حال، فقد كانت سفارته إلى اليمن، لا إلى دولة أجنبية كالفرس والروم، أو إلى عرب لهم صلة مباشرة بالفرس والروم، فقد كان رواء مظهر سفراء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أولئك الملوك والأمراء متميزا، أما سفراء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ملوك العرب وأمرائهم في الجزيرة العربية، فلم يكن رواء المظهر للسفير النبوي شرطا أساسيا.
لقد كان أبو موسى سفيرا، راسخ الانتماء للدين الحنيف، عميق الإيمان بالإسلام، فصيحا، عالما، حسن الخلق، صابرا، حكيما، يتسم بسعة الحيلة ورواء مظهره مقبول، لذلك نجح في سفارته نجاحا كبيرا.