للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عام تقريبا أضاف إليه واجبا جديدا هو توليته جزءا من اليمن، ولو لم ينجح في واجباته الأولى لما أضاف إليه واجبات جديدة، وبقي على عمله في اليمن أيام أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم أصبح قاضيا لعمر بن الخطاب وواليا على البصرة وعلى الكوفة ثم على البصرة، فلما رحل عمر كان في وصيته إ قرار أبي موسى أربع سنوات على عمله وإقرار عماله الآخرين سنة واحدة، وهذا التمييز في المدة دلالة على نجاحه في عهد عمر بن الخطاب نجاحا لم يصل إليه غيره من الولاة.

وبقي على البصرة أيام عثمان بن عفان، فلما أعفي من ولاية البصرة وأوى إلى الكوفة، اختاره أهل الكوفة أميرا عليهم وحملوا عثمان على إقرار اختيارهم له، وهو أول وال في الإسلام يولى باختيار الناس له لا بتوليته من الخليفة.

وكان بإمكانه أن يبقى على الكوفة في عهد علي بن أبي طالب، ولكنه اختار لنفسه الاعتزال عن الفتنة، فنحي عن الكوفة، ولكن أهل الكوفة اختاروه ليمثلهم في التحكيم، وحملوا عليا على إقرار هذا الاختيار.

أما نجاحه في القتال، فيكفي أن نذكر، أنه فتح تسع مناطق بالصلح، وفتح منطقة واحدة بالقتال.

ونجاح أبي موسى في أعماله الكثيرة في أيام السلام، وبخاصة في البصرة والكوفة، وهما المصران اللذان لا يرضيان عن وال ولا يرضى عنهما وال وإدارتهما من أصعب الأمور وأعقدها، دليل على حكمته البالغة.

ونجاحه في أعماله العسكرية حشدا وجهادا وقيادة، وتحقيق أهدافه بالصلح في تسعين بالمائة من المناطق التي فتحها، وبذلك أنجز فتوحه بخسائر في الأرواح لا تكاد تذكر، دليل على حكمته البالغة.

ومن مزاياه سفيرا نبويا، سعة الحيلة، فقد كان ألمعي الذكاء، متزن العقل، سديد الرأي، يتسم بالأناة والصبر والحكمة، لذلك كان واسع الحيلة، يجد لكل معضلة مخرجا، ولكل مشكلة حلا مناسبا، وبخاصة وهو يستعين بالشورى على إيجاد الحلول المناسبة، فلا يستقل بإعطاء القرار دون