للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغد: جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم؛ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرا. أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم (١)».

وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال: كنت عاشر عشرة -رهط من المهاجرين- عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقبل علينا بوجهه فقال: «يا معشر المهاجرين. خمس خصال! وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوها، إلا ابتلاهم الله بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم من المكيال والميزان، إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان. وما منع قوم زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيدهم. وما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل في كتابه، إلا جعل بأسهم بينهم (٢)»


(١) (ط) تعزيرا. تحريف. (٧)
(٢) ابن ماجه في السنن رقم ٤٠٦٨ وأخرجه الحاكم في المستدرك ٤/ ٥٤٠ وصححه ووافقه الذهبي والبيهقي في الشعب كما في الكنز ١٦/ ٨١ والبزار كما في مصباح الزجاجة ٣/ ٢٤٦ وأخرجه الطبراني في الكبير كما في المصدر السابق من حديث ابن عباس وقال البوصيري: هذا حديث صالح للعمل به. وقال ابن كثير في النهاية ١/ ٢٢: تفرد به ابن ماجه وفيه غرابة.