في فنون الأدب، مولده في دمشق عام (١٢٨٣) ووفاته فيها عام (١٣٣٢) كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد، اتهمه حسدته بتأسيس مذهب جديد في الدين، فقبضت عليه الحكومة وسألته فرد التهمة فأخلى سبيله واعتذر إليه (والي دمشق) فانقطع في منزله للتصنيف وإلقاء الدروس في التفسير وعلوم الشريعة الإسلامية والأدب) ثم يقول صاحب الأعلام: (اطلعت له على اثنين وسبعين مصنفا منها كتاب: دلائل التوحيد، وكتاب الفتوى في الإسلام، وشرح لقطة العجلان، وكتاب موعظة المؤمنين، وكتاب تنبيه الطالب إلى معرفة الفرض والواجب، وكتاب قواعد التحديث في فنون مصطلح الحديث، وكتاب إصلاح المساجد، وكتاب محاسن التأويل اثنا عشر مجلدا في تفسير القرآن الكريم وأكثرها مطبوع وبعضها لا يزال مخطوطا).
وقام بنشر الكتاب المكتب الإسلامي في بيروت، وطبعه طبعة أنيقة للمرة الثانية عن نسخه مكتوبة بخط المؤلف محفوظة عند ولده صديقنا الأستاذ ظافر القاسمي، وكتب مقدمته الباحث الإسلامي الكبير محب الدين الخطيب، -رحمه الله-، وقام بتخريج أحاديثه والتعليقات عليه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وتمت طباعته عام (١٣٩٠).
ويضم الكتاب (٢٧٢) صفحة بالحجم المتوسط، وهو يدور حول الدعوة إلى إصلاح حال المساجد في الشام، وفي كثير من بلاد الإسلام الأخرى، وتنقيتها من البدع والخرافات، وكثير من الزيادات المخالفة للدين التي أدخلت على المساجد عبر عصور الجهل السابقة. . فتراكمت فيها وكثرت والتزم كثير من العوام بها وراحوا يقاتلون كل داع يدعو إلى إزالتها.
ويقتضي واجب الإقرار بالحق هنا أن أصرح بأن المساجد في أنحاء المملكة خالية بحمد الله من البدع الكثيرة التي ابتليت بها بلاد المسلمين، ولا ريب أن هذه نعمة من نعم الله عليها.
وقبل أن يتحدث المؤلف عن البدع التي شاهدها في المساجد، عقد فصلا ضافيا تكلم فيه على الابتداع في الدين، وما ورد من الترهيب فيه والنهي عنه، وعن تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة، وعن حدود كل منهما، وما يجب على العلماء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعما استحدث في الدين مما يخالف أحكامه، ومما قاله في هذا الصدد " لا يخفي أن مدار العبادات إنما هو على المأثور في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة مع الإخلاص في القلب وصحة التوجه إلى الله تعالى، ولكل مسلم الحق في إنكار كل عبادة لم ترد