حتى استقل بالاجتهاد في كثير من المسائل الفقهية الخلافية، التي اشتد خلافه فيها، وامتحن بسببها. حتى أصبح من أفاضل المجتهدين، وأماثل المجددين.
وبين خطته وطريقته في بحث قضايا هذا الموضوع ومسائله، وإظهار آراء ابن تيمية فيها. كما بين كيفية التعبير عنها، وكيفية تبويبها وترتيبها.
وذكر أهم عناصرها، ورءوس مباحثها. وأشار إلى طبيعة الكتب التي تمثل هذا الفقه وتعبر أصدق التعبير عنه. وإلى الصعوبة التي صادفها في البحث عن مطبوعها ومخطوطها، والجهد الذي بذله في سبيل الوصول إلى حقائقها، ثم عرضها في الصورة الكريمة السليمة، الدقيقة الأمينة.
أما القسم الأول فتاريخي فقهي: وهو مشتمل على المقدمة والباب الأول
أما المقدمة فقد عقدها في التعريف بابن تيمية والكلام على حياته من جوانبها المتعددة
وقد مهد لذلك بكلام مختصر مفيد، عن حياة المسلمين الدينية في عصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعصر أصحابه وكبار من أتى بعدهم وبخاصة الأئمة الأربعة الذين كان ابن تيمية متمذهبا على مذهب رابعهم، وإن كان غير متعصب له ولا مقيد بموافقته، إذا ما تبين له - عن طريق اجتهاده - أن مخالفته متعينة. وعن بعض أحوالهم السياسية، وبخاصة الحروب الصليبية قبل ابن تيمية الذي أدركها قبل انتهائها بنحو تسع وعشرين سنة.
ثم تكلم - كلاما مقتصدا جيدا - عن عصر ابن تيمية (الذي تناول جزءا كبيرا من القرن السابع، وجزءا غير يسير من القرن الثامن)، من الناحية السياسية والاجتماعية والفكرية والعلمية.
شرع يتكلم عن حياة ابن تيمية خاصة.
فبين اسمه ونسبه، وكنيته ولقبه، والبلدة (حران) التي ولد بها، وانتسب إليها. وقام بالتعريف بأسرته، وذكر تاريخ ولادته، وتبيين نشأته وتربيته، وأبرز صفاته وعاداته.